الإستخلاف ضرورة عقلية :
مسألة الإستخلاف مسألة عقلية و فطرية ، و هي من البديهيات ، حيث أن أيَّاً منَّا إذا أراد الغياب ـ و لو لمدة قصيرة ـ عن محل عمله أو متجره فإنه لا يترك مكتبه و لا حقيبته بدون من يخلفه عليها حتى يوصي شخصاً بها ، فكيف يُعقل أن يترك رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) العقيدة و الشريعة الإسلاميتين و كذلك الأمة الإسلامية هملاً و من دون معلم و مرشد يتولى قيادة الأمة و بيان المختلف فيه من أمر الدين و النظام الإسلامي من بعده ، خاصة و أن الدين الإسلامي هو خاتم الأديان و الدين الذي سيبقى إلى يوم القيامة كمرجع إلهي وحيد يلبي حاجات البشرية حتى نهاية العالم !!
علماً بأن النبي ( صلى الله عليه و آله ) لم يتسنى له أن يبين دقائق الأمور كلها ، و لم يتمكن من تطبيق تعاليم السماء بكاملها حرفياً على الأمة الإسلامية ، و إلا لما إختلفت الأمة بعده و تفرقت إلى إثنين و سبعين فرقة ، فهل يُعقل أن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) الشفيق على أمته أهمل مسألة قيادة الأمة إلى هذه الدرجة ، خاصة و أن مسألة القيادة من أهم المسائل و أعظمها خطورة و حساسية ، و يكفي شاهداً على أهمية القيادة ما نشاهده ـ على المستوى الأصغر ـ على الصعيد السياسي من التناحر على السلطة في مجتمعاتنا منذ اليوم الأول و حتى يومنا الحاضر ، كما اليوم في فلسطين و العراق و غيرها من بلاد المسلمين !
فهل يُعقل أن النبي المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) الذي أرسله الله عَزَّ و جَلَّ رحمة للعالمين قد غفل عن مثل هذا الأمر العظيم و تنبَّه له الخلفاء الذين جاؤا بعده ؟!
شهادة من التاريخ :
إن مراجعة سريعة للتاريخ الإسلامي في زمن الرسول ( صلى الله عليه و آله ) تكشف لنا أن الواقع يشهد بخلاف هذا ، و أنه ( صلى الله عليه و آله ) إهتم بهذا الأمر إهتماماً بالغاً ، و لم يترك المدينة دون أن يستخلف عليها أحداً يتولى أمورها حين غيابه حتى لفترة بسيطة و لو ليوم واحد ، أو لدى إبتعاده عن المدينة و لو لبضعة أميال ، فكيف يترك الأمة ـ و هو يفارقهم إلى الأبد ـ من دون راعٍ و قائد و إمام يرشدهم و يبين لهم ما لا يعرفونه من أمور العقيدة و الشريعة و الحكم و النظام الإسلامي ؟؟!!
قائمة باستخلافات النبي ( صلى الله عليه و آله ) :
إستخلافات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في السنة الثانية :
1 ـ استخلف سعد بن عبادة سيد الخزرج من الأنصار خمس عشرة ليلة مدة غيبته عن المدينة .
2 ـ استخلف في غزوة بواط [1] سعد بن معاذ من سادة الأوس من الأنصار في ربيع الأول .
3 ـ استخلف مولاه زيد بن حارثة في غزوته لطلب كرز بن جابر الفهري ـ و كان أغار على سرح المدينة ـ فبلغ صلى الله عليه و آله سفوان وفاته كرز و السرح [2] .
4 ـ استخلف أبا سلمة المخزومي في غزوة ذي العشيرة ، حين ذهب في جمادى الأولى أو الثانية يعترض عيرا لقريش ذاهبة إلى الشام ففاتته و كان القتال ببدر في رجوعها من الشام [3] .
5 ـ استخلف ابن أم مكتوم الضرير في غزوة بدر الكبرى و غاب عن المدينة تسعة عشر يوما [4] .
6 ـ استخلف أبا لبابة الأنصاري الأوسي في غزوة بني قينقاع [5] .
7 ـ استخلف أيضا أبا لبابة في غزوة السويق ، و كان خروجه ( صلى الله عليه و آله و سلم ) في طلب أبي سفيان حين اقبل في مائتي راكب ليبر بنذره أن لا يمس الطيب و النساء حتى يثأر لأهل بدر ، و انتهوا إلى عريض ، فبلغهم خروج النبي صلى الله عليه و آله ، فجعلوا يلقون جرب السويق تخففا فسميت غزوة السويق [6].
إستخلافات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في السنة الثالثة :
8 ـ استخلف ابن أم مكتوم في غزوة قرقرة الكدر ، و سار صلى الله عليه و آله و سلم للنصف من المحرم يريد سليم و غطفان ـ قبيلتين من قيس عيلان ـ فانجفلوا ، و غنم من أموالهم ، و رجع و لم يلق كيدا [7] .
9 ـ استخلف ابن أم مكتوم في غزوة بفران و غاب عن المدينة عشرة أيام من جمادى الآخرة ، فتفرقوا و لم يلق كيدا [8] .
10 ـ استخلف عثمان بن عفان في غزوة ذي أمر بنجد ، سار صلى الله عليه و آله يريد غطفان ، فانجفلوا من بين يديه و لم يلق كيدا ، و غاب فيها عن المدينة عشرة أيام .
11 ـ استخلف ابن أم مكتوم في غزوة أحد ، و قاتل المشركين في سفح جبل أحد ـ على بعد ميل من المدينة ـ غاب فيها عن المدينة يوما واحدا .
12 ـ استخلف ابن أم مكتوم في غزوة حمراء الأسد - على بعد عشرة أميال من المدينة ـ سار في طلب أبي سفيان حين بلغه أنه يريد الكر على المدينة ، ففاته أبو سفيان و من معه فأقام فيها ثلاثة أيام ، ثم عاد إلى المدينة .
إستخلافات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في السنة الرابعة :
13 ـ استخلف ابن أم مكتوم في غزوة بني النضير بناحية الغرس حصرهم خمسة عشر يوما ، ثم أجلاهم عنها [9] .
14 ـ استخلف عبد الله بن رواحة الأنصاري في غزوة بدر الثالثة ستة عشر يوما ، و أقام فيها ثمانية أيام لموعد أبي سفيان إياهم في أحد أنه سيقاتلهم العام القادم في بدر ، و خرج أبو سفيان من مكة إلى عسفان ، ثم عاد منها إلى مكة [10] .
إستخلافات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في السنة الخامسة :
15 ـ استخلف في غزوة ذات الرقاع عثمان بن عفان خمس عشرة ليلة و خرج لعشر خلون من المحرم ، فأجفلت العرب من بين يديه و لحقوا برؤوس الجبال و بطون الأودية [11] .
16 ـ استخلف ابن أم مكتوم في غزوة دومة الجندل حين سار إلى أكيدر بن عبد الملك النصراني ـ و كان يعترض سفر المدينة و تجارتهم ـ فهرب و تفرق أهلها ، فلم يجد بها أحدا ، فأقام أيام و عاد إلى المدينة و هي أول غزواته إلى الروم [12] .
17 ـ استخلف مولاه زيد بن حارثة في غزوة بني المصطلق على ماء المريسيع : ثمانية عشر يوما خرج فيها لليلتين خلتا من شعبان [13] .
18 ـ استخلف في غزوة الخندق ابن أم مكتوم ، و هو يقاتل الأحزاب دون الخندق من داخل المدينة في شهر شوال أو ذي القعدة .
19 ـ استخلف أبا رهم الغفاري في غزوة بني قريضة ، و هم على بعض يوم من المدينة ، حصرهم خمسة عشر يوما أو أكثر ، بدأهم بسبع بقين من ذي القعدة [14] .
إستخلافات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في السنة السادسة :
20 ـ استخلف في غزوة بني لحيان من هذيل ، بالقرب من عسفان ، ابن أم مكتوم ، أربع عشرة ليلة و رجع و لم يلق كيدا [15] .
21 ـ استخلف ابن أم مكتوم ، خمس ليال في غزوة ذي قرد ، على ليلتين من المدينة [16] .
22 ـ استخلف ابن أم مكتوم في غزوة الحديبية [17] .
إستخلافات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في السنة السابعة :
23 ـ استخلف سباع بن عرفطة في غزوة خيبر ، و هي على بعد ثمانية برد من المدينة ، و بعد فتح قلاعها عنوة و صلحا سار إلى وادي القرى فحصرهم أياما حتى افتتحها عنوة ثم صالح أهل تيماء و هي على ثمانية مراحل من الشام ، و وادي القرى بينها و بين المدينة [18] .
24 ـ و استخلف أيضا سباع بن عرفطة في عمرة القضاء [19] .
إستخلافات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في السنة الثامنة :
25 ـ استخلف على المدينة أبا رهم الغفاري في غزوة مكة .
26 ـ سار بعد غزوة مكة إلى هوازن لغزو حنين ، و حنين واد إلى جانب ذي المجاز يبعد ثلاث ليال عن مكة ، و بقي ـ أيضا ـ أبو رهم كذلك واليا على المدينة في هذه الغزوة .
27 ـ و استخلف علي بن أبي طالب في غزوة تبوك ـ على بعد تسعين فرسخا من المدينة ـ . و هي آخر غزواته ، و كانت غزواته ثماني و عشرين غزوة إن اعتبرنا خيبر و وادي القرى غزوتين ، و إلا فهي سبع و عشرون غزوة .
رجعنا في ذكر أسماء من استخلفهم رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) على المدينة في غيابه عنها إلى التنبيه و الإشراف للمسعودي في ذكره التأريخ من السنة الثانية إلى السنة الثامنة من الهجرة ، و قد يختلف في ذكر أسماء من ولاه رسول الله صلى الله عليه و آله على المدينة مع غيره أحيانا ، أما ما ذكره في استخلاف الإمام علي على المدينة في غزوة تبوك فقد قال ذلك أيضا إمام الحنابلة في مسنده فيما رواه عن سعد بن أبي وقاص ، قال : إن رسول الله صلى الله عليه و آله حين خرج في غزوة تبوك استخلف عليها عليا رضي الله عنه على المدينة ، فقال علي : يا رسول الله ما كنت أحب أن تخرج وجها إلا و أنا معك ، فقال : " أو ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي " [20] .
و يؤيد ذلك أيضا ما رواه البخاري في صحيحه في كتاب بدء الخلق باب غزوة تبوك حيث روى عن سعد بن أبي وقاص أيضا انه قال : إن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم خرج إلى تبوك و استخلف عليا ، فقال : أتخلفني في الصبيان و النساء ؟!
قال : " ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه ليس نبي بعدي " [21] .
و ما رواه مسلم أيضا في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص انه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول له و قد خلفه في بعض مغازيه ، فقال له علي : يا رسول الله خلفتني مع الصبيان و النساء ؟!
فقال له رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي " [22] .
هكذا لم يغب الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في غزواته عن المدينة أياما معدودات دون أن يستخلف عليهم من يرجعون إليه مدة غيابه عن المدينة ، بل انه لم يغب يوما عن المدينة أو بعض يوم دون أن يستخلف عليهم من يرجعون إليه ، كما كان الشأن في غزوة احد ، و كان جبل احد على بعد ميل من المدينة ، فانه صلى الله عليه و آله قد عين خليفته عليهم مدة غيابه عنهم ، بل و في غزوة الخندق أيضا حيث كان يقاتل في المدينة و استقر دون الخندق ، عين لأهل المدينة المرجع لانشغاله عنهم في الحرب ، إذا كان هذا دأب الرسول صلى الله عليه و آله في غيابه عن المدينة بعض يوم ، و كذلك في حال انشغاله عنهم بالحرب داخل المدينة ، فماذا فعل لامته من بعده و هو يتركهم ابد الدهر [23] ؟
فهل ترى بعد كل هذه الشواهد و النصوص التاريخية و الحديثية القويمة أن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) قد ترك أمته هملا ، و لم يعين لهم المرجع من بعده ؟! أم ماذا ؟! فتدبر جيداً .
هذا و أن ما ذكرناه ليس إلا جزءً بسيطاً من الأدلة و الشواهد و النصوص المثبتة لأمر الولاية و الإمامة و الخلافة بعد الرسول الحبيب المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) .
و نحن نؤكد وفقاً للنصوص التي لا تقبل الشك و لا تدع مجالاً للشبهة بأن النبي ( صلى الله عليه و آله ) لم يترك أمر الخلافة إلى الناس بل عيَّن الوصي و الخليفة و الإمام من بعده في مواضع و مناسبات عديدة ، فراجع إجاباتنا المفصلة حول حديث الغدير و آية الولاية ، و الامامة و غيرها .
[1] بواط : في معجم البلدان بمادة بواط " بواط من جبال جهينة من طريق الشام ، و بين بواط و المدينة ثمانية بُرَدْ ، و بُرَدْ : جمع البريد ، و يبلغ البريد اثني عشر ميلا " .
[2] كانت هذه الغزوة أيضا في ربيع الأول و بعد بواط ، و سفوان : وادٍ بناحية بدر . كرز بن جابر بن حسل الفهري قتل يوم الفتح مع رسول الله صلى الله عليه و آله ، راجع جمهرة انساب العرب لابن حزم في ذكر نسب بني محارب ابن فهر ، و بترجمته من الإصابة .
[3] ذو العشيرة كما في التنبيه ، بناحية ينبع يبعد عن المدينة تسعة بُرَدْ . و أبو سلمة : عبد الله بن عبد الأسد أمه برة عمة الرسول صلى الله عليه و آله و ابنة عبد المطلب ، هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة ، حضر بدرا و خرج في اُحد و مات منه في جمادى الآخرة سنة ثلاث من الهجرة ، راجع ترجمته في أسد الغابة .
[4] خرج الرسول صلى الله عليه وآله من المدينة لثلاث خلون من شهر رمضان و وقع القتال يوم الجمعة السابع عشر منه .
[5] قال أهل السيرة : لما قدم اليهود المدينة نزلوا السافلة منها ، فاستوخموها فأتوا العالية فنزل بنو النضير بطحان و نزلت بنو قريظة مهزورا ـ و هما واديان يهبطان من حرة هناك ـ فاتخذ بنو النضير الحدائق و الآطام و أقاموا فيها ، و أقاموا بها إلى أن غزاهم النبي ( صلى الله عليه و آله ) و أخرجهم منها . راجع مادة ( بطحان ) و ( مهزور ) من ( معجم البلدان ) .
و أبو لُبابة : بشير أو رفاعة بن عبد المنذر ، اشتهر بكنيته ، احد النقباء في بيعة العقبة ، راجع ترجمة بشير و رفاعة و أبي لبابة في أسد الغابة .
[6] العريض : وادي المدينة ، معجم البلدان ، مادة " عريض " .
[7] قرقرة الكدر : ناحية معدن بني سليم مما يلي حارة العراق إلى مكة و هي على بعد ثمانية أيام من المدينة . معجم البلدان ، مادة " قرقرة " سار إليها النبي في النصف من المحرم .
[8] بفران : معدن بني سليم بناحية الفرع من المجاز . معجم البلدان ، مادة " بفران " .
[9] كانت منازل بني النضير من اليهود ببئر غرس بقبا و ما والاها ، و قبا قرية على ميلين من المدينة ، و أصله اسم بئر هناك عرفت القرية به ، معجم البلدان : مادة غرس و قبا .
[10] عبد الله بن رواحة الأنصاري الخزرجي : كان نقيب بني الحارث في بيعة العقبة ، شهد المشاهد مع رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) و كان أحد الأمراء الثلاثة الذين استشهدوا في مؤتة . ترجمته في ( الاستيعاب ) و ( أسد الغابة ) .
[11] ذات الرقاع : جبل قريب من النخيل مما يلي السعد و الشقرة مختلفة ألوانه فيه بقع حمر و سود و بيض . راجع ترجمة الغزوة من التنبيه و الإشراف للمسعودي .
[12] دومة الجندل كانت حصنا مبنيا بالجندل في متسع من الأرض خمسة فراسخ ، و هي على سبع مراحل من دمشق ، بينها و بين مدينة الرسول ( صلى الله عليه و آله ) خمس عشرة ليلة . راجع مادة ( دومة ) بمعجم البلدان ، و ترجمة الغزوة في ( التنبيه و الإشراف ) للمسعودي .
[13] ماء المريسيع : على طريق الفرع ، و الفرع ثمانية برد من المدينة .
[14] أبو رهم : كلثوم بن الحصين أسلم بعد قدوم النبي ( صلى الله عليه و آله ) المدينة ، شهد أحدا فرمي بسهم في نحره فبصق عليه النبي فبرأ . انظر ترجمته في أسد الغابة .
[15] بنو لحيان ، نسبهم في جمهرة أنساب ابن حزم ط . مصر سنة 1382 ، ص 196 - 198 . و عسفان بين مكة و المدينة ، اختلفوا في تعيين موضعه . معجم البلدان مادة : عسفان .
[16] ذي قرد : من طريق خيبر ، و كان عيينة بن حصن الفزاري أغار على لقاحه و هو بالغابة و هي على بريد من المدينة أو أكثر . فخرج ( صلى الله عليه و آله ) يوم الأربعاء لثلاث أو لأربع خلون من شهر ربيع الأول فاستنقذ بعضها و عاد إلى المدينة . التنبيه و الإشراف ، ذكر السنة السادسة .
[17] خرج الرسول ( صلى الله عليه و آله ) يوم الاثنين هلال ذي الحجة للعمرة فصده المشركون عن دخول مكة فأقام بالحديبية على تسعة أميال من مكة ثم وقع الصلح بين الرسول و قريش على أن يعتمر في السنة القادمة .
[18] سباع بن عرفطة الغفاري استعمله النبي على المدينة لما سار إلى خيبر و تيماء . ترجمته بأسد الغابة .
[19] سار النبي ( صلى الله عليه و آله ) لست ليال خلون من ذي القعدة .
[20] مسند احمد ج 1 / 177 .
[21] صحيح البخاري ، كتاب بدء الخلق ، باب غزوة تبوك ج 3 / 58 .
[22] صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة ، باب فضل علي بن ابي طالب ، الحديث 32 ، و راجع أيضا مسند ابي داود الطيالسي ج 1 / 29 ، و حلية الأولياء لأبي نعيم ج 7 / 195 و 196 ، و مسند احمد ج 1 / 173 ، 182 ، 184 ، 330 و ج 4 / 153 ، و تاريخ بغداد للخطيب ج 11 / 432 ، و خصائص النسائي ص : 8 ، 16 ، و طبقات ابن سعد ج 3 / ق 1 / 15 .
[23] لمزيد من التفصيل راجع : معالم المدرستين ـ للسيد مرتضى العسكري ـ : 1 / 206 ، حيث إعتمدنا على ما ذكره ( رحمه الله ) من إستخلافات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) .
مسألة الإستخلاف مسألة عقلية و فطرية ، و هي من البديهيات ، حيث أن أيَّاً منَّا إذا أراد الغياب ـ و لو لمدة قصيرة ـ عن محل عمله أو متجره فإنه لا يترك مكتبه و لا حقيبته بدون من يخلفه عليها حتى يوصي شخصاً بها ، فكيف يُعقل أن يترك رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) العقيدة و الشريعة الإسلاميتين و كذلك الأمة الإسلامية هملاً و من دون معلم و مرشد يتولى قيادة الأمة و بيان المختلف فيه من أمر الدين و النظام الإسلامي من بعده ، خاصة و أن الدين الإسلامي هو خاتم الأديان و الدين الذي سيبقى إلى يوم القيامة كمرجع إلهي وحيد يلبي حاجات البشرية حتى نهاية العالم !!
علماً بأن النبي ( صلى الله عليه و آله ) لم يتسنى له أن يبين دقائق الأمور كلها ، و لم يتمكن من تطبيق تعاليم السماء بكاملها حرفياً على الأمة الإسلامية ، و إلا لما إختلفت الأمة بعده و تفرقت إلى إثنين و سبعين فرقة ، فهل يُعقل أن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) الشفيق على أمته أهمل مسألة قيادة الأمة إلى هذه الدرجة ، خاصة و أن مسألة القيادة من أهم المسائل و أعظمها خطورة و حساسية ، و يكفي شاهداً على أهمية القيادة ما نشاهده ـ على المستوى الأصغر ـ على الصعيد السياسي من التناحر على السلطة في مجتمعاتنا منذ اليوم الأول و حتى يومنا الحاضر ، كما اليوم في فلسطين و العراق و غيرها من بلاد المسلمين !
فهل يُعقل أن النبي المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) الذي أرسله الله عَزَّ و جَلَّ رحمة للعالمين قد غفل عن مثل هذا الأمر العظيم و تنبَّه له الخلفاء الذين جاؤا بعده ؟!
شهادة من التاريخ :
إن مراجعة سريعة للتاريخ الإسلامي في زمن الرسول ( صلى الله عليه و آله ) تكشف لنا أن الواقع يشهد بخلاف هذا ، و أنه ( صلى الله عليه و آله ) إهتم بهذا الأمر إهتماماً بالغاً ، و لم يترك المدينة دون أن يستخلف عليها أحداً يتولى أمورها حين غيابه حتى لفترة بسيطة و لو ليوم واحد ، أو لدى إبتعاده عن المدينة و لو لبضعة أميال ، فكيف يترك الأمة ـ و هو يفارقهم إلى الأبد ـ من دون راعٍ و قائد و إمام يرشدهم و يبين لهم ما لا يعرفونه من أمور العقيدة و الشريعة و الحكم و النظام الإسلامي ؟؟!!
قائمة باستخلافات النبي ( صلى الله عليه و آله ) :
إستخلافات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في السنة الثانية :
1 ـ استخلف سعد بن عبادة سيد الخزرج من الأنصار خمس عشرة ليلة مدة غيبته عن المدينة .
2 ـ استخلف في غزوة بواط [1] سعد بن معاذ من سادة الأوس من الأنصار في ربيع الأول .
3 ـ استخلف مولاه زيد بن حارثة في غزوته لطلب كرز بن جابر الفهري ـ و كان أغار على سرح المدينة ـ فبلغ صلى الله عليه و آله سفوان وفاته كرز و السرح [2] .
4 ـ استخلف أبا سلمة المخزومي في غزوة ذي العشيرة ، حين ذهب في جمادى الأولى أو الثانية يعترض عيرا لقريش ذاهبة إلى الشام ففاتته و كان القتال ببدر في رجوعها من الشام [3] .
5 ـ استخلف ابن أم مكتوم الضرير في غزوة بدر الكبرى و غاب عن المدينة تسعة عشر يوما [4] .
6 ـ استخلف أبا لبابة الأنصاري الأوسي في غزوة بني قينقاع [5] .
7 ـ استخلف أيضا أبا لبابة في غزوة السويق ، و كان خروجه ( صلى الله عليه و آله و سلم ) في طلب أبي سفيان حين اقبل في مائتي راكب ليبر بنذره أن لا يمس الطيب و النساء حتى يثأر لأهل بدر ، و انتهوا إلى عريض ، فبلغهم خروج النبي صلى الله عليه و آله ، فجعلوا يلقون جرب السويق تخففا فسميت غزوة السويق [6].
إستخلافات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في السنة الثالثة :
8 ـ استخلف ابن أم مكتوم في غزوة قرقرة الكدر ، و سار صلى الله عليه و آله و سلم للنصف من المحرم يريد سليم و غطفان ـ قبيلتين من قيس عيلان ـ فانجفلوا ، و غنم من أموالهم ، و رجع و لم يلق كيدا [7] .
9 ـ استخلف ابن أم مكتوم في غزوة بفران و غاب عن المدينة عشرة أيام من جمادى الآخرة ، فتفرقوا و لم يلق كيدا [8] .
10 ـ استخلف عثمان بن عفان في غزوة ذي أمر بنجد ، سار صلى الله عليه و آله يريد غطفان ، فانجفلوا من بين يديه و لم يلق كيدا ، و غاب فيها عن المدينة عشرة أيام .
11 ـ استخلف ابن أم مكتوم في غزوة أحد ، و قاتل المشركين في سفح جبل أحد ـ على بعد ميل من المدينة ـ غاب فيها عن المدينة يوما واحدا .
12 ـ استخلف ابن أم مكتوم في غزوة حمراء الأسد - على بعد عشرة أميال من المدينة ـ سار في طلب أبي سفيان حين بلغه أنه يريد الكر على المدينة ، ففاته أبو سفيان و من معه فأقام فيها ثلاثة أيام ، ثم عاد إلى المدينة .
إستخلافات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في السنة الرابعة :
13 ـ استخلف ابن أم مكتوم في غزوة بني النضير بناحية الغرس حصرهم خمسة عشر يوما ، ثم أجلاهم عنها [9] .
14 ـ استخلف عبد الله بن رواحة الأنصاري في غزوة بدر الثالثة ستة عشر يوما ، و أقام فيها ثمانية أيام لموعد أبي سفيان إياهم في أحد أنه سيقاتلهم العام القادم في بدر ، و خرج أبو سفيان من مكة إلى عسفان ، ثم عاد منها إلى مكة [10] .
إستخلافات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في السنة الخامسة :
15 ـ استخلف في غزوة ذات الرقاع عثمان بن عفان خمس عشرة ليلة و خرج لعشر خلون من المحرم ، فأجفلت العرب من بين يديه و لحقوا برؤوس الجبال و بطون الأودية [11] .
16 ـ استخلف ابن أم مكتوم في غزوة دومة الجندل حين سار إلى أكيدر بن عبد الملك النصراني ـ و كان يعترض سفر المدينة و تجارتهم ـ فهرب و تفرق أهلها ، فلم يجد بها أحدا ، فأقام أيام و عاد إلى المدينة و هي أول غزواته إلى الروم [12] .
17 ـ استخلف مولاه زيد بن حارثة في غزوة بني المصطلق على ماء المريسيع : ثمانية عشر يوما خرج فيها لليلتين خلتا من شعبان [13] .
18 ـ استخلف في غزوة الخندق ابن أم مكتوم ، و هو يقاتل الأحزاب دون الخندق من داخل المدينة في شهر شوال أو ذي القعدة .
19 ـ استخلف أبا رهم الغفاري في غزوة بني قريضة ، و هم على بعض يوم من المدينة ، حصرهم خمسة عشر يوما أو أكثر ، بدأهم بسبع بقين من ذي القعدة [14] .
إستخلافات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في السنة السادسة :
20 ـ استخلف في غزوة بني لحيان من هذيل ، بالقرب من عسفان ، ابن أم مكتوم ، أربع عشرة ليلة و رجع و لم يلق كيدا [15] .
21 ـ استخلف ابن أم مكتوم ، خمس ليال في غزوة ذي قرد ، على ليلتين من المدينة [16] .
22 ـ استخلف ابن أم مكتوم في غزوة الحديبية [17] .
إستخلافات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في السنة السابعة :
23 ـ استخلف سباع بن عرفطة في غزوة خيبر ، و هي على بعد ثمانية برد من المدينة ، و بعد فتح قلاعها عنوة و صلحا سار إلى وادي القرى فحصرهم أياما حتى افتتحها عنوة ثم صالح أهل تيماء و هي على ثمانية مراحل من الشام ، و وادي القرى بينها و بين المدينة [18] .
24 ـ و استخلف أيضا سباع بن عرفطة في عمرة القضاء [19] .
إستخلافات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في السنة الثامنة :
25 ـ استخلف على المدينة أبا رهم الغفاري في غزوة مكة .
26 ـ سار بعد غزوة مكة إلى هوازن لغزو حنين ، و حنين واد إلى جانب ذي المجاز يبعد ثلاث ليال عن مكة ، و بقي ـ أيضا ـ أبو رهم كذلك واليا على المدينة في هذه الغزوة .
27 ـ و استخلف علي بن أبي طالب في غزوة تبوك ـ على بعد تسعين فرسخا من المدينة ـ . و هي آخر غزواته ، و كانت غزواته ثماني و عشرين غزوة إن اعتبرنا خيبر و وادي القرى غزوتين ، و إلا فهي سبع و عشرون غزوة .
رجعنا في ذكر أسماء من استخلفهم رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) على المدينة في غيابه عنها إلى التنبيه و الإشراف للمسعودي في ذكره التأريخ من السنة الثانية إلى السنة الثامنة من الهجرة ، و قد يختلف في ذكر أسماء من ولاه رسول الله صلى الله عليه و آله على المدينة مع غيره أحيانا ، أما ما ذكره في استخلاف الإمام علي على المدينة في غزوة تبوك فقد قال ذلك أيضا إمام الحنابلة في مسنده فيما رواه عن سعد بن أبي وقاص ، قال : إن رسول الله صلى الله عليه و آله حين خرج في غزوة تبوك استخلف عليها عليا رضي الله عنه على المدينة ، فقال علي : يا رسول الله ما كنت أحب أن تخرج وجها إلا و أنا معك ، فقال : " أو ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي " [20] .
و يؤيد ذلك أيضا ما رواه البخاري في صحيحه في كتاب بدء الخلق باب غزوة تبوك حيث روى عن سعد بن أبي وقاص أيضا انه قال : إن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم خرج إلى تبوك و استخلف عليا ، فقال : أتخلفني في الصبيان و النساء ؟!
قال : " ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه ليس نبي بعدي " [21] .
و ما رواه مسلم أيضا في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص انه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول له و قد خلفه في بعض مغازيه ، فقال له علي : يا رسول الله خلفتني مع الصبيان و النساء ؟!
فقال له رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي " [22] .
هكذا لم يغب الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في غزواته عن المدينة أياما معدودات دون أن يستخلف عليهم من يرجعون إليه مدة غيابه عن المدينة ، بل انه لم يغب يوما عن المدينة أو بعض يوم دون أن يستخلف عليهم من يرجعون إليه ، كما كان الشأن في غزوة احد ، و كان جبل احد على بعد ميل من المدينة ، فانه صلى الله عليه و آله قد عين خليفته عليهم مدة غيابه عنهم ، بل و في غزوة الخندق أيضا حيث كان يقاتل في المدينة و استقر دون الخندق ، عين لأهل المدينة المرجع لانشغاله عنهم في الحرب ، إذا كان هذا دأب الرسول صلى الله عليه و آله في غيابه عن المدينة بعض يوم ، و كذلك في حال انشغاله عنهم بالحرب داخل المدينة ، فماذا فعل لامته من بعده و هو يتركهم ابد الدهر [23] ؟
فهل ترى بعد كل هذه الشواهد و النصوص التاريخية و الحديثية القويمة أن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) قد ترك أمته هملا ، و لم يعين لهم المرجع من بعده ؟! أم ماذا ؟! فتدبر جيداً .
هذا و أن ما ذكرناه ليس إلا جزءً بسيطاً من الأدلة و الشواهد و النصوص المثبتة لأمر الولاية و الإمامة و الخلافة بعد الرسول الحبيب المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) .
و نحن نؤكد وفقاً للنصوص التي لا تقبل الشك و لا تدع مجالاً للشبهة بأن النبي ( صلى الله عليه و آله ) لم يترك أمر الخلافة إلى الناس بل عيَّن الوصي و الخليفة و الإمام من بعده في مواضع و مناسبات عديدة ، فراجع إجاباتنا المفصلة حول حديث الغدير و آية الولاية ، و الامامة و غيرها .
[1] بواط : في معجم البلدان بمادة بواط " بواط من جبال جهينة من طريق الشام ، و بين بواط و المدينة ثمانية بُرَدْ ، و بُرَدْ : جمع البريد ، و يبلغ البريد اثني عشر ميلا " .
[2] كانت هذه الغزوة أيضا في ربيع الأول و بعد بواط ، و سفوان : وادٍ بناحية بدر . كرز بن جابر بن حسل الفهري قتل يوم الفتح مع رسول الله صلى الله عليه و آله ، راجع جمهرة انساب العرب لابن حزم في ذكر نسب بني محارب ابن فهر ، و بترجمته من الإصابة .
[3] ذو العشيرة كما في التنبيه ، بناحية ينبع يبعد عن المدينة تسعة بُرَدْ . و أبو سلمة : عبد الله بن عبد الأسد أمه برة عمة الرسول صلى الله عليه و آله و ابنة عبد المطلب ، هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة ، حضر بدرا و خرج في اُحد و مات منه في جمادى الآخرة سنة ثلاث من الهجرة ، راجع ترجمته في أسد الغابة .
[4] خرج الرسول صلى الله عليه وآله من المدينة لثلاث خلون من شهر رمضان و وقع القتال يوم الجمعة السابع عشر منه .
[5] قال أهل السيرة : لما قدم اليهود المدينة نزلوا السافلة منها ، فاستوخموها فأتوا العالية فنزل بنو النضير بطحان و نزلت بنو قريظة مهزورا ـ و هما واديان يهبطان من حرة هناك ـ فاتخذ بنو النضير الحدائق و الآطام و أقاموا فيها ، و أقاموا بها إلى أن غزاهم النبي ( صلى الله عليه و آله ) و أخرجهم منها . راجع مادة ( بطحان ) و ( مهزور ) من ( معجم البلدان ) .
و أبو لُبابة : بشير أو رفاعة بن عبد المنذر ، اشتهر بكنيته ، احد النقباء في بيعة العقبة ، راجع ترجمة بشير و رفاعة و أبي لبابة في أسد الغابة .
[6] العريض : وادي المدينة ، معجم البلدان ، مادة " عريض " .
[7] قرقرة الكدر : ناحية معدن بني سليم مما يلي حارة العراق إلى مكة و هي على بعد ثمانية أيام من المدينة . معجم البلدان ، مادة " قرقرة " سار إليها النبي في النصف من المحرم .
[8] بفران : معدن بني سليم بناحية الفرع من المجاز . معجم البلدان ، مادة " بفران " .
[9] كانت منازل بني النضير من اليهود ببئر غرس بقبا و ما والاها ، و قبا قرية على ميلين من المدينة ، و أصله اسم بئر هناك عرفت القرية به ، معجم البلدان : مادة غرس و قبا .
[10] عبد الله بن رواحة الأنصاري الخزرجي : كان نقيب بني الحارث في بيعة العقبة ، شهد المشاهد مع رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) و كان أحد الأمراء الثلاثة الذين استشهدوا في مؤتة . ترجمته في ( الاستيعاب ) و ( أسد الغابة ) .
[11] ذات الرقاع : جبل قريب من النخيل مما يلي السعد و الشقرة مختلفة ألوانه فيه بقع حمر و سود و بيض . راجع ترجمة الغزوة من التنبيه و الإشراف للمسعودي .
[12] دومة الجندل كانت حصنا مبنيا بالجندل في متسع من الأرض خمسة فراسخ ، و هي على سبع مراحل من دمشق ، بينها و بين مدينة الرسول ( صلى الله عليه و آله ) خمس عشرة ليلة . راجع مادة ( دومة ) بمعجم البلدان ، و ترجمة الغزوة في ( التنبيه و الإشراف ) للمسعودي .
[13] ماء المريسيع : على طريق الفرع ، و الفرع ثمانية برد من المدينة .
[14] أبو رهم : كلثوم بن الحصين أسلم بعد قدوم النبي ( صلى الله عليه و آله ) المدينة ، شهد أحدا فرمي بسهم في نحره فبصق عليه النبي فبرأ . انظر ترجمته في أسد الغابة .
[15] بنو لحيان ، نسبهم في جمهرة أنساب ابن حزم ط . مصر سنة 1382 ، ص 196 - 198 . و عسفان بين مكة و المدينة ، اختلفوا في تعيين موضعه . معجم البلدان مادة : عسفان .
[16] ذي قرد : من طريق خيبر ، و كان عيينة بن حصن الفزاري أغار على لقاحه و هو بالغابة و هي على بريد من المدينة أو أكثر . فخرج ( صلى الله عليه و آله ) يوم الأربعاء لثلاث أو لأربع خلون من شهر ربيع الأول فاستنقذ بعضها و عاد إلى المدينة . التنبيه و الإشراف ، ذكر السنة السادسة .
[17] خرج الرسول ( صلى الله عليه و آله ) يوم الاثنين هلال ذي الحجة للعمرة فصده المشركون عن دخول مكة فأقام بالحديبية على تسعة أميال من مكة ثم وقع الصلح بين الرسول و قريش على أن يعتمر في السنة القادمة .
[18] سباع بن عرفطة الغفاري استعمله النبي على المدينة لما سار إلى خيبر و تيماء . ترجمته بأسد الغابة .
[19] سار النبي ( صلى الله عليه و آله ) لست ليال خلون من ذي القعدة .
[20] مسند احمد ج 1 / 177 .
[21] صحيح البخاري ، كتاب بدء الخلق ، باب غزوة تبوك ج 3 / 58 .
[22] صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة ، باب فضل علي بن ابي طالب ، الحديث 32 ، و راجع أيضا مسند ابي داود الطيالسي ج 1 / 29 ، و حلية الأولياء لأبي نعيم ج 7 / 195 و 196 ، و مسند احمد ج 1 / 173 ، 182 ، 184 ، 330 و ج 4 / 153 ، و تاريخ بغداد للخطيب ج 11 / 432 ، و خصائص النسائي ص : 8 ، 16 ، و طبقات ابن سعد ج 3 / ق 1 / 15 .
[23] لمزيد من التفصيل راجع : معالم المدرستين ـ للسيد مرتضى العسكري ـ : 1 / 206 ، حيث إعتمدنا على ما ذكره ( رحمه الله ) من إستخلافات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) .